03 ديسمبر 2024 | 02 جمادى الثانية 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الدكتور عبد الرحمن الفارس: اسعد نفسك بالدعوة إلى الله

20 أبريل 2015

كان نشر مكارم الأخلاق بين الناس، على رأس أولويات دعوة رسول الله، مما يبين أن الخُلق الحسن من أهم مقومات الإيمان وركائزه، وبما أن الدعاة إلى الله هم المبلِّغون لصوت النبوة، وهم حملة الدعوة المصلحون الذين يعلمون الناس الخير، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, فلا بد أن يكونوا قدوة حسنة لمن يدعونهم، فيبادروا بالالتزام بما يأمرون الناس به، ويكونوا أول من ينتهي عما ينهون عنه، وحتى يكون الداعية أهلا لهذا المقام، لا بد وأن يُعد نفسه إعدادا يليق بجلال المهمة.

يقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الفارس، الداعية والمحاضر، أن دعوة الأنبياء كانت تبدأ بعد سن الأربعين، لذا فإنك حين تبلغ الأربعين فقد بدأ مشروعك الدعوي، وساحة الإسلام واسعة، والمجتمع يحتاج لكل جهد، إلا أنه لابد أن يكون لديك مهارة تتقنها لتنجح في مجال الدعوة، والبداية دائما تأتي بإصلاح النفس وترقيتها، وعلاج جوانب القصور في أنفسنا قبل أن نفتش عن القصور لدي الناس، فلا يصح مثلا أن يكون الداعية شخص انفعالي، متوتر،عصبي المزاج، فأنت الآن قد تغير موقفك، ولم تعد من عوام الناس، فيجب أن تتخلى عن ردىء طباعك قدر الإمكان.

  

     من ناحية أخرى، يرى الشيخ أنه لا ينبغي للإنسان أن يحتقر أي جهد ولو صغير يمكن من خلاله الدعوة إلى الله، أي موقف في الأماكن العامة، حتى ولو كان التذكير بالله والصلاة على النبي في المصعد أو في الطريق مثلا، فهذا اللقاء العابر قد يكون سببا في تغيير حياة إنسان.

 

     ينبغي كذلك على الداعية الذي يبدأ طريق الدعوة أن يُعد نفسه إعدادا جيدا لهذه المهمة الشريفة، وأن يحرص على التزود بالعلم، بكافة الوسائل المتاحة؛ بداية من المداومة على حضور دروس المساجد، والقراءة المنهجية لمؤلفات العلم الشرعي، إلى الحرص على متابعة المحاضرات والمقاطع المصورة للمشايخ الناصحين على شبكة الإنترنت، وأن يعكف الداعية على تطوير ذاته ومهاراته باستمرار، وأن يجتهد في العبادات، فما رسالتك في جوهرها إلا تعبيد الناس لله، وأنت أولهم،}  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ { الذاريات 56.

 

   

    ثم أسعد نفسك بالدعوة، يقول فضيلة الشيخ، فهي تكليف وتشريف، وهي أيضا مجال للفرح والسرور، كل يوم بإذن الله عز وجل إذا كنت سببا في هداية ضال أو إسلام إنسان ، يكون ذلك مصدر سعادة لك، هناك من الدعاة من يُسيِّر قافلة دعوية إلى الصين أو إلى قرى نائية في أفريقيا فيكون سببا في إسلام عدة آلاف دفعة واحدة، تكلفة الرحلة زهيدة، وتذهب بنفسك وتسعد بنتيجة جهدك ودعوتك.

 

    ومن الأفكار القيمة التي يقدمها الدكتور عبد الرحمن الفارس للداعية الجديد؛ عمل مكتبة إسلامية داخل بيته، أو وضع مقاطع دعوية على جروب العائلة على مواقع التواصل وعمل مسابقات بين أفراد الأسرة، وتفقُّد أحوال الأهل والعمالة المقيمة، وتعليمهم ما يجهلون من نوافل وسنن، والحرص على القيام بدور دعوي داخل الأسرة الكبيرة، الأنسباء والأصهار وذوي القربى الذين يلتقيهم في المناسبات و اللقاءات العائلية.

 

    وفي هذا الصدد، يؤكد الدكتور الفارس أن الداعية ينبغي أن يكون له هدف عام، يسعى إلى تحقيقه بالتدريج وعلى مراحل، لكسب ثقة الناس وتأليف قلوبهم.

    يقول الشيخ: كن أفضل صديق للجميع، في العمل والدراسة والجيرة، فالناس يحبون الداعية ذا الوجه البشوش والكلام الطيب، والمبادر في نشر الخير وتقديم الخدمات، ادعم الجهات الخيرية، وساهم في إيصال المساعدات لها، واحرص أن يكون لك أفضل أثر في المسجد، واجعل مسجدك نشطا وفعل دوره، حتى يشتهر دوره بين المساجد، ولا يتصف بين العامة بأنه المسجد الخامل، احرص على تسجيل الدروس التي تعقد في مسجدك وبثها على مواقع التواصل ليعم الخير ويستمر، اجعل مواقع الإنترنت حجة لك لا حجة عليك يوم القيامة،  وكن مباركا أينما كنت، فالله تبارك وتعالى يقول في سورة الرحمن }وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِهِ جَنَّتَانْ (46){ ، لا جنة واحدة، إذا خِفت الله عز وجل، فما بالك بمن دعا إلى الله وكان سببا في هداية الناس.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت